فلاشات رمضانية (23)

 

حسن الوريث

.. رمضان والأهلي النكهة التي غابت .. 

قبل ايام عدت الى البيت متاخرا جدا وكان الاولاد والاصدقاء الصغار عبد الله وامة الله وعلي وفاطمة ينتظرونني على الفطور مع صديقتهم العصفورة .. طبعا اعتذرت لهم على التاخير الذي كان بسبب حضور احدى مباريات الدوري الرمضاني للنادي الاهلي بصنعاء والتي تاخرت وبما ان البيت بعيد وزحمة المواصلات لا ترحم فقد تاخرت.


طلبت مني صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله واخوته امة الله وعلي وفاطمة ان اشرح لهم عن هذه البطولة فقلت لهم ..  قبل حوالي ٣٧ عاما أطلق النادي الأهلي بصنعاء البطولة الرمضانية لكرةالقدم واستمرت البطولة سنويا بانتظام واكتسبت جماهيرية كبيرة ومتابعة ليس على مستوى العاصمة صنعاء ولكن على مستوى مختلف المحافظات اليمنية وساهم الإعلام في زيادة متابعيها ما جعل الكثير من الأندية تحاول تقليد النادي الأهلي في إقامة بطولات مماثلة بعضها استمر وبعضها توقف لكن هذه البطولة تقريبا لم تتوقف سوى العام الماضي بسبب جائحة كورونا وطبعا هذا النجاح الكبير للبطولة الأهلاوية الرمضانية يحسب للنادي وإداراته المتعاقبة وأيضا الجنود المجهولين من اللجان الفنية والتحكيمية والتنظيمية والإعلاميةوالخدمات وغيرها وأيضا الداعمين من رجال المال والأعمال سواء من مجلس الإدارة أو من خارج المجلس وصارت هذه البطولة هي نكهة رمضان وبالتأكيد أنها تطورت فمن البدايات الأولى لها وصلت إلى مراحل متقدمة ومتميزة .. 

قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله واخوته امة الله وعلي وفاطمة .. ممتاز وهل مازالت البطولة بنفس الروح والحماس .. قلت لهم .. كم كنا نود أن يستمر النجاح وتتواصل النكهة الرمضانية الرياضية لكن كما يقال " لكل شيء إذا ما تم نقصان"  وهذا هو الذي حصل لبطولة الأهلي الرمضانية التي لم تكن هذا العام بالمستوى المأمول والمطلوب لا في تنظيمها ولا في المشاركين فيها ولاحتى في مستواها وحتى ما رافقها من إشكاليات بدأت بعدم وجود من يدعمها وتواصلت مع لجنةالحكام وفرع اتحاد كرة القدم بالأمانة وصولا إلى الجمهور الذي خف تواجده كثيرا إلى التغطية الإعلامية الركيكة ربما بسبب نقص الدعم وإلى أشياء كثيرة وربما ما خفي كان أعظم.

قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله واخوته امة الله وعلي وفاطمة للاسف ان تتراجع البطولة ونتمى من ادارة النادي ان تستفيد من هذا الطرح ومن غيره .. قلت لهم اكيد لابد لاننا طبعا عندما ننتقد فإن الهدف هو التنبيه لمعالجة أي سلبيات أو قصور وتلافيها وليس كما يحاول ان يصوره البعض أو يتصوره البعض الاخر بانه انتقاص من الجهود التي تبذل في اي عمل سواء في النادي الأهلي أو في غيره وحتى أي مقارنات نقدمها هنا فإنها من باب التحفيز وخلق بيئة تنافسية وكل ذلك يصب في مصلحة الرياضة والرياضيين وتطوير وتحسين المستويات وايضا في مصلحة الجمهور الرياضي المتعطش لمتابعة مستويات رياضية متميزة في مختلف الألعاب والمسابقات والتي توقفت في جوانبها الرسمية ولم يتبق سوى الجانب الشعبي منها والتي تنظمها الأندية وبعض الجهات غير الرسمية على اعتبار ان الاتحادات الرياضية أغلبها بعيد عن الجاهزية ولم تعد قادرةحتى على تنفيذ اي نشاط واصيبت بالعجز والشلل شبه التام .. 


قلت لصديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله واخوته امة الله وعلي وفاطمة .. بالتاكيد ان النكهة الرمضانية الرياضية الأهلاوية التي كنا نتوقعها هذا العام غابت وانتجت بطولة هزيلة في مستواها ومتابعتها وغاب الداعمون لها وغابت الأندية عنها كماغابت اندية الاحياء التي كانت فاكهة البطولة ومن خلال حضوري لبعض المباريات وأيضا استقراء آراء عدد من الزملاء الإعلاميين وعينات من الجمهور فإنهم اجمعوا على أن هذه البطولة فقدت نكهتها التي استمرت معها على مدى ٣٦ عاما ماضية وحتى النشاط الثقافي تحول إلى مجرد نشاط عادي وبسيط لإسقاط الواجب ولم يعد له ذلك الزخم الكبير والمشاركة الفاعلة والمتابعة الجماهيرية والسبب يعود إلى أن عملية التقييم ليست في وارد الإدارة لمكامن الخلل وأوجه القصور لتلافيها وتطوير الايجابيات بما يسهم في إنجاح النشاط .


قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله واخوته امة الله وعلي وفاطمة وانا .. هذه رسالة ودية في ختام حلقتنا الثالثة والعشرون نقدمها إلى إدارة النادي الأهلي بأن تقوم بدراسة وتقييم العمل والبطولة بكافة تفاصيلها الرياضية والثقافية والتنظيمية والإعلامية وسبب هروب الداعمين وعزوف الجمهور وماهي الأساليب الأفضل لإقامة نشاط متميز واستمرارا لتلك النكهة التي تميزبها الأهلي عن بقية الأندية وأن يكون التقييم علمياً حقيقياً وليس بطريقة الهوشلية التي تعودنا عليها؟؟ .. ونحن نعتقد ان الأهلي لا ينقصه الدعم سواء من موازنته الخاصة أو من جيوب أعضاء مجلس إدارته الذي يزخر بمجموعة من رجال المال والأعمال والتجار المتميزين والذين ربما لم يجدوا من يقنعهم بجدوى النشاط وأهميته وما هي الفوائد التي ستعود عليهم وعلى النادي وعلى الرياضة وعلى الجمهور وبالإمكان أن يتم الاستفادة من تجربة نادي وحدة صنعاءفي إقامة البطولات والملتقيات والمسابقات وهذا ليس عيباً أو نقصاً في حق الأهلي أوالوحدة أو أي ناد اخر  فتبادل التجارب والخبرات مهم جداً لتحقيق النجاح وفي الأخير مانتمناه ونرجوه هو استمرار النكهة الرمضانية للأهلي .. ورمضان كريم وخواتم مباركة..

هذه الحلقة منقولة بتصرف من مقال نشر لي في صحيفة الثورة الثلاثاء الماضي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مشاركة مميزة للشركة اليمنية لصناعة الطلاء ومشتقاته المحدودة في معرض عدن للاعمار والبناء

رياض ومدارس جيل النصر النموذجية بالحديدة تحتفل بالذكرى السنوية للشhيد للعام

مطاعم الوادي تخفيضات كبرى وعروض مميزة