الدكتورة وهيبة فارع رحيل موفجع

 

بقلوب مليئة بالحزن والأسى فُجعت اليمن برحيل واحدة من أبرز رموزها النسائية وألمع عقولها الأكاديمية، الدكتورة وهيبة غالب فارع التي شكّلت حياتها الممتدة لأكثر من خمسة عقود نموذجًا للتفاني والعطاء في مجالات التعليم العالي والعمل الحكومي والأنشطة الإنسانية.

 برحيلها، طوت اليمن صفحة مشرقة من تاريخ العمل الاكاديمي، تاركة إرثًا خالدًا سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.

رائدة المرأة في العمل الحكومي

كانت الدكتورة وهيبة رمزًا رياديًا عندما أصبحت أول امرأة يمنية تتولى منصبًا وزاريًا، حيث شغلت اول منصب وزيرة حقوق الإنسان في عام 2001.

 مثّل هذا الإنجاز نقلة نوعية في تاريخ مشاركة المرأة اليمنية في صنع القرار، وفتح الباب أمام دور أوسع للمرأة في الحياة العامة.

كما أسهمت في تأسيس وزارة الشؤون الاجتماعية، لتضع بصمتها في تطوير العمل المؤسسي وترسيخ قيم حقوق الإنسان والمساواة.

التعليم العالي... مسيرة عطاء وإبداع

أسست الدكتورة وهيبة جامعة الملكة أروى عام 1996، لتصبح أول رئيسة لجامعة خاصة في اليمن. قادت هذه المؤسسة التعليمية بحكمة وحنكة، وساهمت في تطوير التعليم الأكاديمي وتأهيل الشباب اليمني.

إلى جانب ذلك، تولت قيادة المعهد الوطني للعلوم الإدارية كعميدة بين عامي 2006 و2011، حيث ركزت على تأهيل القيادات الإدارية العليا للدولة، مؤمنةً بأهمية بناء الكوادر الوطنية لتحقيق التنمية.

دور محوري في المحافل الدولية

لم يقتصر تأثير الدكتورة وهيبة على المستوى المحلي فقط، بل امتد إلى الساحة الدولية، حيث مثلت اليمن في العديد من المؤتمرات والفعاليات العالمية كانت صوتًا مشرفًا لوطنها، وحصدت جوائز وتكريمات من مؤسسات مرموقة تقديرًا لدورها القيادي والريادي.

وقد توجت مسيرتها التعليمية منذ البداية بحصولها على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة عين شمس، مما عزز مكانتها كأستاذة وباحثة أكاديمية رائدة في قطاع التعليم العالي اليمني.

شخصية إنسانية ملهمة

تميزت الدكتورة وهيبة بشخصيتها الإنسانية التي انعكست في مبادراتها الخيرية، حيث كانت تقدم يد العون للمحتاجين بصمت ودون ضجيج.

كما أسست منتدى الحوار والتنمية في عام 2014، لتعزز من خلاله الحوار الوطني الهادف والتنمية المستدامة، لقد كانت الدكتورة وهيبة مثالًا في نكران الذات وتقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية.

رحيل موجع وإرث خالد

برحيل الدكتورة وهيبة فارع، فقدت اليمن شخصية نسائية استثنائية حفرت اسمها في سجل التاريخ بحروف من نور. لقد تركت إرثًا علميًا وإنسانيًا كبيرًا سيظل شاهدًا على إبداعها وتفانيها في خدمة الوطن.