في حضرة الدكتور/ قاسم سلام .. . أبو الحكمة
،،،،،،،، زياد حميد الشيباني
خبر رحيل الرفيق المناضل الدكتور/ قاسم سلام سعيد كان اشبه مايكون بزلزال هز كيان كل مناضلي الامة على امتداد الوطن الكبير، مآساة توجت مآسينا ومواجعنا المعاشة
والضربات المتلاحقة التي اثقلتنا، لقد غادرنا الرفيق قاسم سلام ملتحقآ بالرفيق الاعلى على غفلة منا ومن هذا الزمان العربي الرديئ، وفي ضل اوضاع غاية في الصعوبة والقسوة على المستويين الوطني والقومي ماكان يتمنا فقيدنا الراحل ان يشهدها او ان يشاهد حالة الاستلاب الذي تعيشه الامة والتي تعد اهم مسببات هذا الرحيل المفاجئ لرفيقنا الحبيب،
غادرنا بعد شوط نضالي غني وناصع ومشرف يعد مفخرة حقيقية لكل رفاقه.
مثل رحيله فاجعة بكل ماتحمله الكلمة من معنى هزت كياني وجعلتني اسير دهشتها المفرطة الى ان يشاء الله، فمصابنا في الرفيق قاسم مصاب عظيم وهو الذي كان بالنسبة لي ولكثير ممن عرفه اشبه مايكون بقلعة شامخة من قلاع هذه الامة أو هكذا كان مرسومآ في وجداني وذاكرتي، لم يتبادر الى الذهن ولو للحظة باني سأجد نفسي أمام تحدي التحدث عن قلعة عظيمة وقامة سامقة بحجم وعظمة الفقيد الدكتور قاسم سلام واجدني كمن يناطح السحاب ،فكيف بمن ساقته اقداره للوقوف على أنقاض عيبان أو نقم لمحاكاة صنعاء ووصف حالها وقد غادرها جبلها وحصنها المنيع الى غير رجعة، واجدني أمام مصابنا هذا مجبر على وصف ذاتي المنهكة وقد غادرتها الروح وصعقتها الفاجعة وما عاد بمقدوره ان يستذكر الكثير.. غير اني اثق ان الحديث عن الرفيق المناضل الدكتور/ قاسم سلام هو حديث عن مناضل بعثي عقائدي ملتزم وليس اي شيئ اخر فالنضال هو السمة الوحيدة التي لازمته وصبغت حياته وشكلت وعيه ورسمت شخصيته وميزت توجهه وحددت مساراته، فكان بحق مناضل بعثي من الطراز الفريد اقترن اسمه بالبعث واقترن البعث باسمه اقتران ابدي فكان صوته وايقونته ولسان حاله.
الرفيق الدكتور/ قاسم سلام كان قلعتنا الحصينة كان الجبل الشامخ الذي نستند اليه كمنتمين للتيار القومي وكمناضلين من اجل الوحدة والحرية والاشتراكية وضمن مشروع انبعاث الامة الحضاري، كان فارسنا الذي نراهن عليه في كل معترك وفي كل مضمار وما خسرنا الرهان قط، قاسم سلام قلعة من قلاع البعث السامقة واحدى قلاع الحركة الوطنية والقومية العربية ومشرعها الحضاري وحركة التحرر العالمي، الحديث عنه حديث عن التاريخ بمآثره وتعرجاته واحداثة، حديث عن الحاضر بتعقيداته وارهاصاته، حديث عن المستقبل بافاقه وطموحاته، نقف اليوم في هذه العجالة في حضرة احد الرواد الاوائل من الرعيل القيادي المؤسس في حضرة مناضل بعثي عربي اصيل تصدر المشهد النضالي الوطني والقومي بكل حنكة واقتدار، نقف في حضرة مناضل بعثي بكل ما يمتلك من ثروة فكرية وذاكرة تاريخية ومعرفية موسوعية ورصيد نضالي غني وخبرة تنظيمية نادرة ورؤى سياسية ثاقبة مستوعبة للواقع الوطني والقومي والانساني المعاش وتمتلك من الرؤى مايكفي لتجاوز ارهاصاته وتعقيداته، نقف في حضرة علم بعثي وفارس وطني وبطل قومي عروبي خاض غمار نضالات الامة بكل اقطارها بارادة وعزيمة وتوجه المؤمن المسئول القائد الملهم الثابت في موقفه وتوجهه القابض على مبدئيته كالقابض على الجمر،
كما ان الحديث عن الدكتور/ قاسم سلام حديث عن الايمان حديث عن الثبات حديث عن المبدئية حديث عن الحكمة باسمى معانيها وابهى صورها، الحكمة التي تجلت ببهاء في تعاطيه مع مختلف الاحداث والتحولات والظروف والتعقيدات التي شهدتها الساحة الوطنية خلال العقود الاخيرة الماضية ، الحكمة التي تجلت في مواقفه الرصينة الشجاعة ورؤاه الثاقبة،
الحديث عن الرفيق المناضل الدكتور قاسم حديث عن مثقف عضوي موسوعي اثرى مكتبة البعث والمكتبة العربية، حديث عن حالة تنظيرية فريدة من نوعها في الطرح والاسترسال المعرفي والفكري والقيمي، عن صوفي عارف بالله سالك في الطريقة ، عن منظر ومفكر أنيق باسلوبه وفي طرحه وهندامه، الحديث عن الدكتور قاسم حديث عن الرفيق والصديق والقائد والاستاذ الذي كان ملهمآ ومعلمآ وموجهآ ومعينآ لي وللكثير من الشباب لا تشعر في جلوسك معه باي تكلف، الحديث عن الرفيق قاسم سلام حديث عن الفكر القومي العربي الذي يتصبب من مكنوناته دافق فكري اشبه مايكون بمعين عذب هادر لا ينضب، وموجهات تنم عن خبرة نضالية وتنظيمية وقيادية معبرة عن طاعة حقيقية للفكرة ملتزمة بمقتضيات ومتطلبات العمل البعثي الخلاق جعلته يتبوأ المواقع القيادية الاولى والمتقدمة في حزب البعث من خلال انتخابة في اكثر من دورة انتخابية عضوآ في القيادة القومية للحزب وأمين لسر قيادة قطر اليمن،
ساعده ذلك الموقع المتقدم على أعداد وتأهيل افواج من شباب اليمن في مختلف التخصصات العلمية والمعرفية من خلال ابتعاثهم للدراسة في جامعات قطر العراقي، وقد تصدر الرفيق الدكتور قاسم سلام المشهد الوطني كاحد اهم وابرز رموز الحركة الوطنية اليمنية المناضلة من اجل الوحدة والحرية والديمقراطية والعدالة ومن اجل يمن ديقراطي حر موحد، منذ انخراطه المبكر في صفوف ثوار سبتمبر، كنا طلاب في الجامعة وحين تتقطع بنا السبل وتغلق امامنا كل الابواب نجد باب منزله مفتوحاً وهو الذي كان مزارآ للعامة والخاصة ممن يقصدونه للتشرف بالالتقاء به والاستماع الى طروحاته ومشاركته الامال والالام، وقد اسماه بعض الرواد دار العروبة، تقام فيه مجالس الذكر والاعراس ومجالس العزاء والندوات والدورات الثقافية واللقاءات الموسعة والمؤتمرات، وكان منتداه الاسبوعي منتدى العروبة والاسلام مقصد كل باحث عن الحقيقة والفكر النقي والعلم والمعرفة تأتلف فية نخبة من المثقفين والاكاديميين والساسة والكتاب والطلبة وغيرهم بصورة دورية اسبوعية منتظمة، والمنزل اشبه مايكون بورشة عمل يومي تجمع الساسة والقادة من مختلف المشارب لبلورة وانضاج المواقف والرؤى المختلفة، برعاية كريمة من القائد الانسان والمثقف الملتزم الدكتور قاسم سلام، الذي احب الناس فاحبوه لصدق واصاله موقفه وتوجهه وثباته وشجاعته واقدامه، فكان رحيله فاجعة وخسارة كبيرة للجميع ، خسرنا برحيله مناضل بحجم الامة التي آمن بها وبقضاياها المصيرية وبحتمية انتصار مشروع انبعاثها الحضاري وتشبث بهذه الفكرة واخلص لها طيلة سني عمره وضل شامخآ حافظ للعهد والوعد حتى وافاه الاجل المحتوم ملتحقآ بالرفيق الاعلى وبكوكبة عشاق الفكرة القومية مجاهدي البعث ورعيله الاول المؤسس ..
لروحه الطاهرة وارواح رفاقه جميعآ الرحمة والمغفرة والخلود الابدي في عليين وجنان الخلد وقد افنوا حياتهم وكل قواهم وامكاناتهم انتصارآ للفكرة ولم يبقوا للموت سوى اجسادهم المنهكة فنعم الجليس ونعم الرفقة ونعم عقبى الدار..
تعليقات
إرسال تعليق