سكان مدينة تشييد (العيسي )بين حلم الخيال وكابوس الواقع
الحلقة الثانية :
المياه والكهرباء في مدينة تشييد.
كنت أتمنى أن أكتب هذه الكلمات في صباح جميل تحت ظلال الأشجار وعبير الأزهار في الحدائق التي وعدت شركة تشييد السكان بها، أو أكتب هذه الكلمات على أحد أرصفة مدينة تشييد المضيئة.
هذا ما كنت أحلم به عندما بدأ والدي في تشييد منزلنا هي هذه المدينة ((المنكوبة )) قبل عشر سنوات حين كان عمري احدى عشر سنة ولكن كبرت أنا ولم تكبر هذه المدينة بل أصبحت تعيش في ظلام دامس ليلاً وأعاصير ترابية نهاراً وكأنك في طريق صحراوي وليس مدينة سكنية .
وأما قصة المياه في تشييد فقد جعلها مدير الشركة مشروعاً استثمارياً وليس خدمة للمدينة كما تفعل السلطة المحلية في المحافظة تخيلوا أن فاتورة المياه تصل في بعض المنازل إلى مائة ألف ريال شهرياً علماً بأن الماء من آبار محلية في المدينة تعمل بالطاقة الشمسية والماء شبة مالح وغير صالح للشرب وعندما أحتج السكان على ارتفاع فواتير المياه قام مدير شركة تشييد الإقطاعي يقطع المياه عن السكان.
وأما الكهرباء فهي مصيبة أخرى فيعد مطالبات السكان لشركة الكهرباء الحكومية بإدخال الخط الساخن إلى المدينة وافقت شركة الكهرباء على مطالباتهم الطويلة التي أستمرت أكثر من سنتين شريطة أن تكون العدادات بنظام الدفع المسبق ووافق السكان لعلهم يخرجون من دائرة الظلام الذي يحاصر منازلهم.
وكانت الصدمة الكبيرة عندما رفض مدير شركة تشييد تسليم مفاتيح طبلونات الكهرباء لشركة الكهرباء بل وفرض رسوما على السكان مقابل صناديق العدادات.
تخيلوا أن صندوقاً لا يكلف أكثر من عشرون ألف ريال ويتسع إلى ستة عدادات وتشييد تريد على كل عداد مبلغ خمسة وثلاثون ألف ريال أي أنها تبيع الصندوق بمائتين وعشرة ألف ريال .
ولم يقف الموضوع عند هذا الحد بل قام مدير شركة تشييد بمنع إدخال الكهرباء لمن كان عليه مديونية للشركة .
فأين السلطة المحلية في محافظة الحديدة؟
أين مؤسسة المياه في الحديدة؟
أين شركة الكهرباء في الحديدة؟
أم أن السكان في هذه المدينة يعيشون في جمهورية تشييد الإقطاعية وليس في الجمهورية اليمنية.
تعليقات
إرسال تعليق