لدكتور القاسمي :مدرسة جمال عبد الناصر بصنعاء نجاح مستمر ..وتفوق دائم
تمثل مدرسة وثانوية جمال عبدالناصر بالعاصمة صنعاء أيقونة التعليم والصرح العلمي والتعليمي والتربوي العملاق والشامخ والتي تعتبر من أوائل المدارس التي أنشئت عقب نجاح ثورة 26 سبتمبر 1962 م وأحد أهم ثمار شجرة الثورة اليمنية السبتمبرية و في وقت كانت فيه المدارس بأعداد قليلة في اليمن حينذاك .
وفي 2013 أعيد بناء المدرسة بشكلها الحديث الحالي بإشراف مكتب التربية بأمانة العاصمة وتحولت إلى ثانوية نموذجية للطلاب المتفوقين والمبدعين فقط.
وحتى يومنا هذا لاتزال ثانوية جمال عبدالناصر تقوم برسالتها التعليمية المقدسة كاسمى رسالة في احتواء وتخريج المتفوقين
ورغم أن الـ 8سنوات الماضية من زمن الحرب على اليمن كانت سبباً في انهيار كثير من مؤسسات الدولةو خصوصاً في قطاع التعليم .
ورغم كل تداعيات الحرب و الوضع الصعب للبلد بفعل الحرب والحصار المنعكس على المدرسة، إلا أنها تحتوي حالياً 700 طالب من ألمع طلاب اليمن .
وكل سنة يكون للمدرسة نصيب الأسد من مقاعد أوائل الجمهورية فضلا عن أن الطالب الأول على مستوى الجمهورية في كل سنة هو من مدرسة جمال عبدالناصر.
وبحسب مدير إدارة المدرسة الدكتور محمد عبد الله القاسمي فإن 10 من طلابها كانوا ضمن أوائل الجمهورية العام الماضي و7 طلاب أوائل في العام الذي قبله و15 طالباً أوائل في العام الذي قبله
وهكذا في كل سنة لا تخلو قائمة أوائل الثانوية في الجمهوريةاليمنية من طلاب المدرسة
الفجر برس زار ثانونية عبدالناصر للمتفوقين وأجرى الحوار التالي مع مدير المدرسة الدكتور محمد القاسمي فإلى حصيلة ما قاله :
خاص الفجر برس
حاوره / عبده سيف الرعيني
بداية قال القاسمي : أن ثانوية عبدالناصر تعتبر اليوم أهم مؤسسة تم تشييدها لتحوي وترعى واحدة من أهم ثروات اليمن البشرية الثمينةالا وهم شريحة المتفوقين والمبدعين وصناع مستقبل اليمن الجديد المنشود .
واضاف : بالنسبة للخطط والأهداف التي أنشئت من أجلها المدرسة وما هية معاناة المدرسة وطلابها ومعلميها بفعل تداعيات الحرب والحصار و دور الجهات المعنية في التخفيف من هذه المعاناة ودعم جوهرة الثروة البشرية هذه والحيلولة دون أفول بريقها اقول : المدرسة مستمرة في أداء رسالتها التعليمية المتميزة وعلى اكمل وجه أن شاء الله
ففي 2013 أعيد بناء المدرسة بشكل حديث وتحولت إلى ثانوية نموذجية للطلاب المتفوقين فقط وهي اليوم لاتزال ثانوية جمال عبدالناصر تقوم بمهمتها في احتواء وتخريج المتفوقين رغم أن الـ٨ سنوات الماضية من زمن الحرب والعدوان على اليمن تكاد تطوي اخر أشهرها السوداء والتي كانت سبباً في انهيار كثير من مؤسسات الدولة و خصوصاً في قطاع التعليم ورغم الوضع الصعب للبلد بفعل العدوان والحصار والمنعكس على المدرسة إلا أنها اي المدرسة تحتوي حالياً 700 طالب من ألمع طلاب البلاد المتميزين .
وأكد الدكتور/ محمد القاسمي بأنه وكل سنة يكون للمدرسة نصيب الاسد من مقاعد أوائل الجمهورية و أن الطالب الأول على مستوى الجمهورية في كل سنة هو من مدرسة جمال عبدالناصر
وعلى سبيل المثال كان ال 10 من طلابها كانوا ضمن أوائل الجمهورية العام الماضي، و7 طلاب أوائل في العام الذي قبله و15 طالباً أوائل في العام الذي قبله وهكذا في كل سنة لا تخلو قائمة أوائل الثانوية في الجمهورية اليمنية من طلاب ثانوية عبدالناصر .
ومضى إلى القول :نعم صحيح اخي الكريم بأنه ومن الوهلة الأولى تبدو المدرسةبشكها الخارجي لمن لا يعرفها من قبل أشبه بوزارة أو مبنى حكومي خدمي مهم فبناؤها ليس على طراز المعهود للمدارس الحكومية اليمنية غير أن هذا المبنى المتميز لم يعد كافيا لتبدو المدرسة كلها متميزة في شكلها، فالساحة المخصصة لتكون ملعب كرة قدم ليست على مايرام ولا تليق بالمدرسة الأولى في اليمن، وفناء المدرسة ينقصه المقاعد والمظلات لجلوس الطلاب و أوقات الاستراحة، والذين يلتصقون بسور المدرسة بحثا عن الظل عندما يخرجون في استراحة منتصف اليوم الدراسي، كما ينقص الفناء الكثير من التشجير ونحن ندرك هذا تماما لكن بسبب شحة الإمكانيات المادية برزت مثل هذه المشاكل وبالطبع هذه ليست أكبر مشاكل المدرسة .
منذ البداية أنشئت مدرسة جمال عبدالناصر لتكون مدرسة تقدم تعليماً نوعياً، ويحظى طلابها بكافة الرعاية التعليمية وجزء كبير من الرعاية المعيشية، وكان الطالب يتحصل فيها على تعليم موسع يتضمن برامج إضافية لمواد المنهج مثل برنامج «التوفل» وبرنامج «الروبوت» وبرنامج الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب، وكثير من البرامج الإثرائية، وذلك لتعزيز مستويات الطلاب، خصوصاً وأنهم نخبة من المجتهدين والموهوبين الذين لديهم الشغف لتعلم المزيد والتوسع المعرفي. كما كانت المدرسة تغطي جزءاً من احتياجات الطلاب المعيشية بهدف الحفاظ على تفرغ الطلاب للدراسة دون القلق من مصاريف العيش والمواصلات والسكن. حيث كان يمنح الطلاب فيها مبالغ مالية كبدل مواصلات بالنسبة للذين يسكنون في العاصمة صنعاء، فيما يتم توفير سكن ووجبات أكل وشرب لمن يفدون من باقي المحافظات، وكانت مع الطالب بطاقة لصرف وجبتي الصبوح والغداء من مطابخ المدرسة، على اعتبار أن التدريس بالنظام الأكاديمي، يأخذ فيه الطالب 30 ساعة أكاديمية طوال الأسبوع، فكان الطلاب يدرسون حتى الساعة الثالثة عصرا ويوم الخميس إجازة، غير أن كل هذا توقف بانقطاع الموازنة التشغيلية نتيجة الظروف الاقتصادية الخانقة التي تسبب بها تحالف العدوان القذر وحصاره للبلاد.
الآن تحول التدريس في جمال عبدالناصر من الثامنة صباحا وحتى الساعة الواحدة ونصف ظهرا، كما أصبح الخميس يوم دراسة، بهدف الحفاظ على استيفاء الطلاب كامل الحصة الأسبوعية التعليمية (30 ساعة)، وكل ذلك بسبب عدم قدرة المدرسة على توفير وجبات الغداء للطلاب والمعلمين في حال بقائهم إلى الساعة الثالثة والنصف عصراً.
لكن، وبحسب إدارة المدرسة، فإنها تقوم حاليا بمساعٍ لإعادة البرامج الإثرائية بقدر الإمكان.
شهرة عربية وعالمية للمدرسة وطلابها
المدرسة اليوم قائمة وتحافظ على مسارها المبهر في التفوق التعليمي بفضل مستويات الطلاب المتميزة والجهود الإدارية والمجتمعية المسؤولة، التي لولاها لتراجعت المدرسة لتصبح في عداد المدارس الحكومية التقليدية بعد أن خسرت كل امتيازاتها المؤسسية.
وبحسب مدير ثانوية جمال عبدالناصر الدكتور محمد القاسمي الذي التقاه الفجر برس فإن المدرسة ورغم الضائقة المالية وفقدان موازنتها بنسبة تزيد عن 96% إلا أنها كافحت لتحافظ على تقديم مستوى تعليم عالٍ للطلاب المتواجدين فيها، بخاصة وأن المدرسة معروف عنها أنها تضم وتخرج أفضل الطلاب على مستوى الجمهورية.
كما أن المدرسة وطلابها يحظون بشهرة عربية وعالمية نظرا للمستوى التعليمي العالي للمدرسة وطلابها، بحسب الدكتور القاسمي، الذي يؤكد ذلك بالقول: «حتى إن بعض الجامعات الألمانية تقوم بإعفاء طلاب جمال عبدالناصر من امتحانات المفاضلة لديها، كونهم متفوقين ويجتازون الامتحانات بتفوق كلما تقدموا لها».
«المفاضلة» هي الطريقة الوحيدة لقبول الطلاب الراغبين بالالتحاق بالمدرسة، على أن يكون الطلاب المتقدمون للمفاضلة هم الذين حصلوا على 80٪ فما فوق في الصف التاسع، ويتقدم من 900 إلى 100 طالب سنوياً، ويتم اختيار أفضل 200 طالب عن طريق اختبار القبول والمفاضلة، في مواد الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية واللغة العربية، واختبار ذكاء يسمى الـ»آي كيو (IQ)».
وليس ذلك فقط، بل إنه في حال جاء طالب بمعدل أقل من 80% في نهاية الصف الأول الثانوي، فإنه يتم نقله من المدرسة بأمر وزاري إلى مدرسة أخرى، لضمان بقاء المتفوقين فقط في المدرسة.
كما أن خلف الطلاب المتميزين في جمال عبدالناصر، كادراً تربوياً وتعليمياً متميزاً ولامعاً، تم اختياره بعناية، هم، بحسب تعبير الدكتور القاسمي، بمثابة صائغي الذهب الذي يظهر للعالم بأجمل الأشكال، ولذلك فإن عملية اختيار من يلتحقون بالكادر التدريسي في المدرسة تتم عبر المفاضلة.
«المدرسة تحوي أفضل طلاب وأفضل كادر تدريسي، وبالنسبة لرواتب المدرسين فإنهم يتقاضون 1000 ريال عن كل ساعة تدريس، ولكن وفقنا الله بمدرسين وإدارة مجاهدين يعرفون أنهم في جبهة تعليمية كبيرة ومهمة، ونحن مستمرون»، هكذا يتحدث القاسمي عن مدرسي وإدارة المدرسة بعد أن أوضح الظروف المالية الصعبة التي أصبحت المدرسة تعانيها، بينما كان المدرسون قبل العدوان يتقاضون رواتب توازي أساتذة جامعة صنعاء.
برامج توقفت
كانت المدرسة تقدم تعليماً موسعاً يتضمن عدداً من البرامج الإضافية للمنهج الدراسي، مثل برنامج «الروبوت» وبرنامج «التوفل» وبرنامج الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب، إلا أنها توقفت في الفترة الأخيرة بسبب شحة الإمكانات المادية للمدرسة، لأن مثل هذه البرامج تحتاج إلى وقت إضافي من بعد الظهر، وهذا يعني بالضرورة أن يتوفر للطالب وجبة إفطار وغداء وبدل مواصلات، بينما المدرسة حالياً لا تستطيع توفير وجبة غداء للمعلم، ناهيك عن توفيرها مع وجبة الإفطار لحوالي 700 طالب.
كما أن برنامج مثل «الروبوت» الذي يعلم الطلاب الموهوبين كيفية صناعة وابتكار الأجهزة الإلكترونية، يحتاج معلمين خاصين، وحقيبة الروبوت الواحدة التي تتضمن أدوات وتعليمات وأجهزة يحتاجها الطالب، تكلف 1800 دولار. يقول الدكتور القاسمي: «لدينا كثير من الطلاب الموهوبين، هناك طلاب يقولون لنا وفروا لنا قطعاً ومعدات معينة ونحن يمكن أن نصنع جهازاً معيناً، لكن إمكانياتنا لا تسمح على الإطلاق للأسف». ويستطرد: «قدم لنا أحد الطلاب فكرة حول ابتكار روبوت يعمل كاسحة ألغام».
برغم ذلك فما زال هناك مشاريع أخرى في المدرسة، منها افتتاح قسم التدريس باللغة الإنجليزية الذي يستوعب كل عام 50 طالباً، وسيشهد العام القادم تخرج أول دفعة من هذا القسم.
وزارة التربية والتعليم نفسها تتعرض للإهمال من قبل وزارة المالية، بحسب ما قاله مصدر فيها، إلا أنها رغم ذلك استطاعت استنساخ مدرسة جمال عبدالناصر وتجربتها المتميزة في ثلاث محافظات، حيث أنشأت قبل ثلاثة أعوام ثانوية الشهيد الصماد للبنين في محافظة إب، كما أنشأت قبل عامين كلاً من ثانوية الشهيد الصماد للبنات في صنعاء، وثانوية الشهيد طه المداني في حجة.
على أكتاف الآباء والأمهات
وبحسب الدكتور القاسمي، فإن «موازنة المدرسة التي كانت تصل إلى 200 مليون ريال يمني، توقفت، وأصبحت المدرسة تعتمد بشكل كامل على دعم مجلس الآباء والأمهات ودعم وزارة التربية والتعليم عبر وزارة المالية، بمبلغ 6 ملايين ريال فقط، كما تعتمد على مساعدات الشركات الوطنية مثل المؤسسة العامة للاتصالات وشركة يمن موبايل، ولكن ذلك لا يغطي نفقات المدرسة التشغيلية».
كما تعاني المدرسة، بحسب القاسمي، من نقص شديد في المواد الكيميائية ومجسمات الأحياء، كون المواد المتوفرة هي تلك التي تم شراؤها لأول مرة في تأسيس المدرسة، وبعضها نفد، والبعض الآخر انتهت صلاحيته.
ويؤكد الحاجة الكبيرة إلى الاهتمام بطلاب المدرسة وتقديم العون المادي لهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية من مأكل وملبس ومواصلات ومستلزمات الدراسة ليبقوا متفرغين للتعليم، ويقول: «للأسف الشديد فإنه ينظر إلى الطالب المتفوق في ثانوية جمال عبدالناصر على أنه من أسرة غنية، وهذا ليس صحيحاً بالضرورة، لأن معظم طلاب المدرسة أوضاعهم متدهورة اقتصاديا كبقية أبناء الشعب المتضررين من العدوان وتداعياته».
حسب القاسمي فوزارة المالية لم تتجاوب مع توجيهات رئيس الجمهورية مهدي المشاط، القاضية بأن يتم مراعاة مدرسة جمال عبدالناصر كونها ثانوية تعنى بتعليم متميز عدم تجاوبها مع توجيهات الرئيس المشاط بشأن مراعاة وضع المدرسة في الموازنة المعتمدة لها
يختم القاسمي: «الدول التي تستثمر في العقول هو استثمار في الاتجاه الصحيح، وكما نسعى إلى الاكتفاء الزراعي والاقتصادي، فنحن بحاجة إلى الاكتفاء العلمي وصناعة الكفاءات والعقول وإبقائها في اليمن».
ويناشد الدكتور القاسمي قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ورئيس الجمهورية الأستاذ مهدي المشاط والحكومة وكل المهتمين بشؤون التعليم، الاهتمام بثانوية جمال عبدالناصر والشهيد الصماد في صنعاء وإب وطه المداني في حجة، كونها تحوي ثروة اليمن البشرية التي يجب ألا يستهان بها وألا تهمل، ومنحها أولوية رغم ظروف البلد الاقتصادية الصعبة.
شر العدوان لا ينتهي
من الأضرار التي تعرضت لها المدرسة بسبب العدوان أيضاً، توقف سفريات الطلاب وإدارة المدرسة في ما كان يسمى التوأمة التي كانت تتمثل في زيارة مدارس مماثلة على المستوى العربي والعالمي، وتبادل الخبرات معها، كما توقفت المشاركات في المسابقات العربية والعالمية، وذلك كله بسبب العدوان والحصار والعزلة والقطيعة المفروضة من الدول العربية والأجنبية على اليمن.




تعليقات
إرسال تعليق