عبدالكريم الرازحي
...
حكاية زوجتي العجماء صُبح *
لاادري ماهو السبب الذي جعلني بعد الثانوية اختار منطقة حراز لأداء خدمة التدريس!!
كل مااذكره هو انهم عندما خيروني اخترت حراز ولم اكن ادري اين تقع لكني ذهبت اليها بعد مرض هدني وجعلني اشبه بهيكل عظمي .
اتذكر عندما وصلت مناخة وكان ذلك في الشتاء تفاجأت بعلوها الشاهق وببردها الشديد وفي عصر يوم وصولي رايت السحب تحتي وانا فوقها بردان وجيعااااان وبي جوووووووووع لايعلمه الا الله. وكنت اعيش على الطماط والكدم اشتري طماط واقطعها واعملها في قدر واضيف لها الماء وافوِّرها وبعدان تفور وتنطبخ آكلها مع الكدم .وهكذا كل يوم ولمدة ثلاثة اشهر بعدها صرفوا لنا مئة ريال وقلت وداعا لطبخة الطماطم واشتريت كيلو لحمة وطبختها وبعد ان التهمت نصفها تحركت معدتي وانقلبت راسا على عقب وكان ان رحت اتقيأ واواصل التقيؤ بصوت موجع :
- عوووووووع عووووووووع
وشعرت كمالوان روحي على وشك ان تخرج ولم يكن هناك مستشفى اوعيادة ولاحتى صيدلية لأذهب اليها فكان ان رحت اتلوى من الالم في ساحة المدرسة واصرخ بكل صوتي وحدث ان تجمع الناس حولي وراحوا يسالوني : مافيك؟ مالها بطنك ؟مااكلت ؟
وعندما كنت اقول لهم اكلت لحمة كانوا يبدون دهشتهم واستغرابهم وكأنهم غير مصدقين
بأن اللحمة التي هي دواء للعلل والامراض يمكن ان تسبب لي كل ذلك الالم وتجعلني اطلق تلك الصرخات الموجعة وقال بعضهم بأن اللحمة ربما تكون فاسدة .
ايامها كانت هناك مجاعة في اليمن وكان الناس في تهامة وغيرها من مناطق اليمن يموتون من الجوع وبسبب المجاعة وانعدام الرقابة كان الجزارون يغشون ويبيعون لحوما فاسدة ويومها لم ادر هل ماحدث لي كان بسبب فساد اللحمة ام بسبب طبخة الطماطم التي افسدت معدتي وجعلتها غير صالحة لهضم اللحمة لكن الآلام التي شعرت بها كانت لاتقل ضراوة عن تلك الآلام التي يحس بها كل من تعرض لحالة تسمم .
اتذكر بعد وصولي مناخة تعرفت على مهندس الماني ولم اعد اذكر ماهي المهمة التي جاء من اجلها الى مناخة لكني اذكر اننا كنا عصر كل يوم نلتقي ونمشي معا نتعرف على مناخة والمناطق المحيطة بها وفي يوم اللحمة اسعفني بحبة دواء وبمجرد ان ابتلعتها هدأت معدتي واستقرت حالتي وفي عصر اليوم التالي التقيته وشكرته وذهبنا معا الى قرية الهجرة وكانت تلك اول مرة ازورها واطوف حولها وبعد سفر الالماني رحت اتحرك وحدي واكتشف قرى حراز قرية قرية وفي خلال العام الدراسي الذي قضيته هناك في التدريس زرت معظم قرى حراز وكنت في ايام العطل اغادر المدرسة وامضي مثل درويش اتنقل من قرية الى اخرى حتى اني في احدى المرات تزوجت ابنة فقيه من فقهاء القرى ومع انه غشني وزوجني بابنة له عجماء الاانني لم ازعل منه ثم انه كان صادقا معي لقد قال لي بأنه سوف يزوجني بأبنة له جميلة وكانت ابنته جميلة بالفعل و انثى كامله لاعيب فيها ثم انها كانت تحبني ومن حبها لي كانت تستقبلني بعد عودتي من المدرسة وهي بكامل زينتها وعند وصولي ترتمي فوقي تقبلني وتتمسح بي وتمسح تعبي وتغسل قدمي بالماء الفاتر وتقدم لي اشهى الوجبات والذ الاكلات وتدس الطعام في فمي وعندما اكون طفران تأخذمالامن ابيها وتدسه في جيبي وكان ابوها يحبها ولايرد لها طلبا
كانت المسافة من المدرسة الى بيتها ثلاث ساعات وكنت اسافر لها سفر ولو حدث ان تأخرت يوما اوقررت البقاء في المدرسة تجيئ الى المدرسة ومعها الاكل وتنام معي في الفصل وفي الصباح تعود لتجهز لي الغدا كنت قد احببتها ومن حبي لها احببت حراز واحببت ناسها وجبالها وقراها ولولا اصرار والدها ورغبته في ان اطلقها لماطلقت .
اتذكر قبل عامين ذهبت الى حراز مع صديقي مهندس طيار طاهر عبد الحق رحمة الله عليه ورغم ان الجميع نصحنا بعدم الذهاب لاسباب امنية الاانني اقنعت طاهر بالذهاب فذهبنا وكانت نيتي في صباح اليوم التالي ان امر على قرية زوجتي العجماء صبح واسال عنها لكن الذي حدث هو انهم في مساء يوم وصولنا قبضوا علي وساقوني الى مبنى الامن بتهمة التجسس وقال لي احدهم مهدداومتوعدا :
-" والله لويوقع الليلة قارح لانقرح راسك "
كل ذلك لأنهم ضبطوني متلبسا بتصوير المدرسة التي درَّست فيها
كنت اقول لهم باني قبل نصف قرن كنت هنا في مناخة ادرس آباء هم وان مادفعني للمجيئ هو الحب والشوق والحنين لكنهم لم يصدقوني وعندما سألني المحقق إن كنت سافرت خارج اليمن لم اكذب عليه وقلت له الحقيقة وهي اني سافرت وحين سالني عن البلدان التي سافرت اليها صار من الصعب اقناعه بأني بريئ خصوصا بعد ان اعترفت بأنني زرت امريكا .
كنت انا المتهم وانا المطلوب وقال الشخص الذي قبض علي للمهندس طاهر :
- انت ولاعليك شي ..رحلك
لكن المهندس طاهر رفض ان يعود للفندق واصر ان يأتي معي
وفي حبس الامن بمناخة وضعونا في غرفة مقابل حمام ولم تكن تزعجني الروائح المنبعثة منه بقد ر ماكنت منزعجا من النامس وفيماكانت سحب النامس تحوم فوقنا كنت انا احكي للمهندس طيار طاهر عبد الحق حكاية زوجتي العجماء صبح
تعليقات
إرسال تعليق