مواطن يبحث عن وطن(33)
حسن الوريث
.. المجانين واللجنة الهاربة ..
قال لي زميلي المواطن العزيز إلا تلاحظ ان الحكومة شكلت لجان حكومية للتسول والزراعة والاقتصاد والصحة وحتى التسول لكن هناك قضية لم نسمع عنها اطلاقا في الاعلام أو في برامج الحكومة وهي قضية المجانين أو المرضى النفسيين الذين ينتشرون في الشوارع والمدن بشكل مفزع فلماذا هذا التجاهل لهذه الفئة؟.
قلت له يا زميلي العزيز كلامك صحيح ولاشك أن هناك سر عجيب وراء هذا التجاهل غير المنطقي لهذه الفئة المظلومة فلم نسمع أو نشاهد أي جهة رسمية أو غير رسمية تلتفت إلى هؤلاء المساكين ولم نسمع أي مسئول من أولئك الذين شغلونا ليلا ونهارا وهم يتقفزون في وسائل الإعلام ويتحدثون عن انجازات وهمية ان واحدا منهم قال ولو حتى من باب الكذب وما أكثره في احاديثهم ان جهته ستعمل على وضع معالجة لهذه الفئة.. لكن زميلي المواطن العزيز قاطعني بقوله.. اعتقد ان كل هؤلاء المسئولين لا يشعرون بهذه الفئات لأنهم ليسوا قريبين من الناس فهم يتنقلون فوق سياراتهم الفارهة المعكسة المكيفة وبالتالي كيف سيشاهدون هؤلاء المساكين أو غيرهم وحتى عندما نشاهدهم في التلفزيون يفتتحون مشاريع وهمية فكل منهم يحيط به عشرات المسلحين الذين يمنعون حتى الماء والهواء عن الحضور ولا يسمحون لا حد بالاقتراب منهم فكيف نريدهم ان يشعروا بمعاناة هذه الفئة أو غيرها.
قلت له يا زميلي المواطن العزيز هذه فعلا في الصميم فهذا هو الذي يحدث وبالتالي كيف نطلب من مسؤلين بهذه الصفات وبهذا الشكل ان ينظروا إلى فئات الشعب المظلومة ومنهم فئة المرضى النفسيين أو ما يطلق عليهم المجانين ولو كان هؤلاء المسئولين كلفوا انفسهم وتنازلوا قليلا أو حتى كلفوا موظفيهم الذين يكتبوا لهم التقارير وهي تقارير أمنية أو استخباراتية عن فلان وعلان من الموظفين أو المواطنين ان يكون أحد تقاريرهم عن هذه الفئات وما هو دور الحكومة والدولة وعشرات المجالس والهيئات في معالجة قضايا المجتمع ومنها قضية المجانين أو المرضى النفسيين؟. ققاطعني زميلي المواطن العزيز مرة ثانية قائلا.. انت تطلب المستحيل فهؤلاء الموظفين الذين يكتبون التقارير مهمتهم ليست هذه بل مهمة أخرى ولابد أن نبحث عن وسيلة أخرى لإيصال صوت هذه الفئة إلى جهات الاختصاص التي اختلط علينا أمرها ولم نعد ندري من هي ؟ هل هي الحكومة أم وزارة الصحة ام الشئون الاجتماعية أم الداخلية أم مجلس الطاووس والمنظمات الدولية التي تنهب العالم باسم البلاد والشعب اليمني وفي الاخير لا نرى سوى مشاريع النقد مقابل الرنج أم هيئة الزكاة التي شغلتنا ليلا ونهارا بمشاريع أكثرها عقيم ولم تكن هذه الفئة في مشاريعها أم القطاع الخاص ومشاريعه التي ربما لم تلامس هذه الفئة اطلاقا وبالتالي لابد من تحديد الجهة المسئولة عن هذه الفئة لتقوم بواجبها المناط بها ؟.
قلت له يا زميلي المواطن العزيز .. هذا هو الكلام الصحيح فلو أن أي من هذه الجهات الحكومية أو الخاصة أو مسئوليها نزلوا يوما واحدا إلى الشارع وشاهدوا الاف المجانين أو المرضى النفسيين في الطرقات والحدائق والجولات وراوهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وعرفوا ان واجب الدولة والحكومة وأجهزتها وهيئاتها التي تتكاثر وتتوالد يوميا هو وضع حد لمعاناة هذه الفئة وغيرها وحينها سنصفق كثيرا وحقيقة لهم وحينها سيكون ظهورهم في الاعلام للحديث عن انجازات حقيقية وليس وهمي كما هو الحاصل الان وسيحملهم الناس على الاعناق ولن يكونوا بحاجة إلى عشرات المسلحين لحمايتهم لان الشعب هو من سيحميهم حينها.
اتمنى انا وزميلي المواطن العزيز وكل المواطنين ان تكون رسالتنا وصلت وان يتم وضع حد لمعاناة هذه الفئة وذلك عن طريق إنشاء مراكز للمرضى النفسيين وتوفير ما تحتاجه هذه المراكز من دواء وغذاء وكساء وتجميعهم من الشوارع وتمويل هذه المراكز من هيئة الزكاة التي تتغنى بالمليارات ومجلس الطاووس ومنظماته الدولية التي تنفذ مشاريع تافهة وتبتعد عن المشاريع الحقيقية والقطاع الخاص الذي اعتقد انه لن يمانع في الإسهام بتمويل جزء من احتياجات هذه المراكز لأنها من أعمال الخير.. فهل وصلت الرسالة إلى من يهمه الأمر أم أن الأمر سيبقى كما هو وتظل هذه الفئة مظلومة وتظل الجهات الحكومية بكل وزاراتها وهيئاتها ومجالسها بعيدة عن معاناة الشعب وهاربة عن أداء واجباتها ويظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب؟.
تعليقات
إرسال تعليق