فلاشات رمضانية(28)

 

حسن الوريث

..المسئولية الاجتماعية على طاولة وزير الشباب الجديد ..

في احدى ليالي شهر رمضان المبارك عدت الى البيت متاخرا انا وصديقي الصغير عبد الله وكان الاصدقاء الصغار امة الله وعلي وفاطمة ومعهم صديقتنا العصفورة بانتظارنا وفور وصولنا كان السؤال عن سبب التاخير فيما كان الرد من الصديق الصغير باننا اليوم كنا مع الاستاذ العزيز عبد الولي العاقل الرياضي والإداري وأحد القيادات الرياضية في البلد ونسينا انفسنا لان الحديث معه كان ذو شجون حيث تطرقنا إلى وضع الرياضة اليمنية وبالتحديد الأندية الرياضية وبالنظر إلى تجربة الأستاذ عبد الولي وخبرته الطويلة في إدارة الأندية فقد استفدنا كثيرا منه ومن واطروحاته ونقاشه العقلاني .

كانت صديقتنا العصفورة والاصدقاء الصغار يستمعون الينا بشغف كبير لانهم يريدون معرفة الكثير عما دار بيننا وبين هذه الشخصية الرياضية التي تتمتع بثقافة عالية فما كان من صديقنا العزيز عبد الله الا ان واصل حديثه عن مادار في اللقاء قائلا .. ما لفت نظري في حديثه هو ذلك الجانب المهم الذي اهملته الأندية الرياضية وغاب عنها ومنها عمدا أو تقصيرا أو لأسباب أخرى تتعلق بتوجه وزارة الشباب والرياضة والاتحادات إلى إغلاق هذا الجانب أو تغييبه رغم الأهمية التي يمثلها فقاطعته صديقتنا العصفورة وسالته عن الجانب الذي غاب وانتهي وتلاشى من الأندية الرياضية وحتى الاتحادات .. فقال لها صديقنا .. تحدثنا عن الجانب الاجتماعي وتجربة النادي الأهلي والأندية الأخرى والتنافس فيما بينها على تفعيل مهمة المسئول الاجتماعي الذي كان يمثل ركنا أساسيا من أركان أي إدارة ناجحة في النادي وكيف كانت الأندية تحرص على أن يكون المسئول الاجتماعي من الكوادر الكفؤة والتي ترتبط بعلاقات متميزة مع الجميع بل أن عملية الاختيار لهذا الموقع كانت تتم بصعوبة بالغة بالنظر إلى الدور الكبير الذي يقوم به وكانت الأندية تخصص جزء من موازنتها لهذا الجانب الاجتماعي سواء داخل النادي أو خارج النادي في المجتمع المحيط به وكانت هناك مهمة ربما تلاشت هي الأخرى وهي أن مسميات الأندية كانت ( رياضية – ثقافية – اجتماعية ) ولا تحصل على الترخيص من الجهات المختصة سواء وزارة الشباب والرياضة أو وزارة الشئون الاجتماعي إلا تحت هذا المسمى الشامل ولا ندري هل مازالت بعض الأندية تحتفظ بهذا أم أنها حذفت الجانبين الثقافي والاجتماعي وصارت كلها فقط لممارسة الرياضة دون أن يكون لبقية الأنشطة اي مكان أو حيز فيها.

واستطرد صديقنا الصغير في الحديث الذي تناول كيف كانت الأندية تقدم الرعاية المادية لأعضاء النادي سواء الذين مازالوا يمارسون الرياضة أو القدامى الذين اعتزلوا وايضا المشجعين الذين يحتاجون للرعاية إضافة إلى تلك البرامج الاجتماعية من رحلات اجتماعية إلى مختلف مناطق اليمن والتعرف عليها كجزء من أنشطة النادي كذا والمساهمة في الأنشطة الطوعية في المجتمع والتكافل الأسري وتلك المبادرات الرائعة التي كان يقدمها البعض عبر المسئول الاجتماعي والمتمثلة في إقامة دروس تقوية للطلاب من منتسبي النادي ومنهم والدنا الذي كان أحد الذين يقدمون هذه الدروس والتي كانت تؤتي ثمارها وتشجع الكثير من اولياء الأمور إلى الدفع بأبنائهم إلى الأندية لممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية وكذا الاستفادة من هذه البرامج التعليمية وغيرها .

واضاف صديقنا العزيز عبد الله .. لقد طرحنا في اللقاء تساؤلات عن سبب غياب الجانب الاجتماعي في الرياضة بشكل عام وفي الأندية والاتحادات بشكل خاص ؟ وهل هذا الغياب مقصود أم أنه عن اهمال وتقصير ؟ وهل مكان المسئول الاجتماعي مازال شاغراً أم أنه يتم ملء الفراغ فيه بشخص خلال الانتخابات لكنه لا يمارس أي مهام أو دور يتعلق بمسئولياته ؟ وما الذي تقدمه إدارات الأندية والاتحادات حالياً لمنتسبيها ومشجعيها والمجتمع المحيط بها من خدمات اجتماعية وبرامج طوعية لخدمة الناس في إطار الدور الاجتماعي للرياضة ؟ وهل يمكن أن يكون هناك عودة لهذا الجانب الهام باعتباره الجزء المكمل للنشاطين الرياضي والثقافي أم أن الأمر سيقيد ضد مجهول كالعادة وتنتهي وتتلاشي قيمة من قيم الرياضة ؟ ووصلنا من خلالها إلى نتيجة مفادها أن الجانب الاجتماعي في الأندية لم يعد له تلك القيمة بل أنه صار من الماضي.

قال صديقنا الصغير عبد الله بعد أن تركنا الاستاذ العزيز عبد الوالي العاقل كان الأمر بالنسبة لي مزعجاً جداً بل ومؤلماً فأن تنتهي وتتلاشى الأنشطة الاجتماعية في الأندية الرياضية بما تحمله من قيم سامية تزيد من ترابط المجتمع وتكافله وتحقق الاستفادة الإيجابية من هذه الأطر والمكونات الشبابية في خدمة الوطن والبلد والمواطن وبالفعل أن ما يحز في النفس ان يغيب هذا الجانب المهم .

قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله واخوته امة الله وعلي وفاطمة وانا.. بعد بحث ودراسة حول الموضوع يمكن أن نطرح فكرة لوزارة الشباب والرياضة ويكون تنفيذها من اولويات الوزير الجديد وتتمثل هذه الفكرة في إطلاق جائزة المسئولية الاجتماعية للأندية اليمنية وتشكيل لجنة من الخبراء والفنيين والمهتمين للخروج بمشروع متكامل يتضمن النظام الأساسي واللوائح المنظمة للجائزة وأهدافها واليات ومعايير منحها وقيمتها .. ونتمنى في ختام حلقتنا الثامنة والعشرون  أن يتم التقاط هذه المبادرة من قبل وزارة الشباب والرياضة ووزيرها الجديد الذي تنتظره مهام صعبة على اعتبار ان وضع الرياضة بكافة تفاصيلها كما ندعو كافة الزملاء الإعلاميين الرياضيين إلى مساندة الفكرة والنزول الميداني إلى الأندية والاتحادات والجمهور لاستطلاع الآراء حول مشروع إطلاق جائزة المسئولية الاجتماعية للأندية الرياضية في اليمن لنعيد للرياضة جزء من دورها في المجتمع .. ورمضان كريم.. وخواتم مباركة .. وعيد مبارك مقدما .. 

ملحوظة .. هذا الموضوع تم اعادته بتصرف من مقال نشر لي في صحيفة الثورة ..    

   

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مشاركة مميزة للشركة اليمنية لصناعة الطلاء ومشتقاته المحدودة في معرض عدن للاعمار والبناء

رياض ومدارس جيل النصر النموذجية بالحديدة تحتفل بالذكرى السنوية للشhيد للعام

مطاعم الوادي تخفيضات كبرى وعروض مميزة