فلاشات رمضانية (20)

 

حسن الوريث 

..  جيل البوبجي .. 

قالت لي صديقتنا العصفورة وهي تنظر الى الاصدقاء الصغار امة الله وعلي وفاطمة اين صديقنا الصغير عبد الله ام أنه عاد إلى ممارسة هوايته في اللعب بالتلفون ؟ .. قلت لها نعم هو مشغول باللعب بالتلفون حيث أنه لا يكاد يفارقه إلى درجة أصبحنا نخاف عليه من العزلة .. لكن صديقتنا العصفورة قالت .. تصدق أنني كل يوم اشاهد عشرات بل مئات الأطفال وربما الالاف يوميا وانا في طريقي اليكم وفي جولاتي اليومية وهم يلعبون بالتلفونات وكل طفل وكل شاب في يده تليفونه وهات يا دردشة صامتة  وهات يا العاب وهات يا مسلسلات يتم تحميلها وهكذا صار أطفالنا وشبابنا شبه مدمنين عل العاب التلفونات.. قلت لها تعرفي يا صديقتنا أنه كانت خلال الفترة الماضية انتشرت لعبة البوبجي بشكل جنوني قبل أن يتم حجبها من وزارة الاتصالات التي فعلا قامت بخطوة تستحق عليها الشكر لأنها فعلا أنقذت عشرات آلاف الشباب من ادمان وضياع محقق للشباب وراء لعبة البوبجي التي دخلت فيها أمور خارجة عن القيم والأخلاق وتحرف الشباب عن قضايا وطنهم وامتهم إلى البحث وراء هذه اللعبة وصراعات فيما بينهم بل ودفع آلاف الدولارات لشراء نقاط للاستمرار في اللعبة إضافة إلى أنها أصابتهم بالتبلد وهذه لعبة من عشرات الألعاب التي ادمن عليها الشباب في بلدنا وبلدان كثيرة .

تطوع صديقنا الاصغر علي وذهب الى عبد الله ليبلغه ام صديقتنا العصفورة وصلت واننا ملتزمون للاعزاء المتابعين بموضوع جديد وبالتالي لابد من وجوده وما أن وصل حتى قالت له العصفورة ماهكذا تؤكل الكتف يا صديقنا العزيز وانت من الناس العقلاء والمثقفين بل وتمتلك رؤية متميزة وثاقبة في امور كثيرة وخاصة في الرياضة ولك جمهور ومتابعين وبالتالي لابد أن تترك هذه الألعاب وتعود إلى طبيعتك.. التفت صديقنا العزيز عبد الله نحوي وكأنه يقدم اعتذاره ويعدني بعدم العودة إلى العاب التلفون لما لها من أضرار كارثية على مستوى الفرد والمجتمع.

قلت لصديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة هذه ليست مشكلة عبد الله لوحده ولكنها مشكلة جيل كامل ادمن هذه الألعاب وكم من حكايات سمعتها من أولياء أمور الشباب عن ادمان أبنائهم وبناتهم  للهاتف حيث صاروا يقضون أغلب أوقاتهم فيه ويتركون المذاكرة وكل شيء من اجل العاب الهاتف والتنقل في مجموعات الواتساب والفيسبوك والمواقع إلى غير ذلك وهذه فعلا كارثة قد ربما لا نراها على المدى القصير لكن اثارها ستظهر على المدى البعيد حينما نجد أجيال المستقبل دون مستقبل مدمنة على العاب البوبجي وغيرها ومصابة بالتبلد ويصبح وطننا في مهب الريح .

قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا.. ستكون اليوم رسالتنا مزدوجة الأولى إلى الأسر بأن ينتبهوا لأبنائهم وبناتهم ويحرصوا عليهم من ادمان هذه الألعاب والأجهزة وان تكون أجهزة الهاتف للاستفادة منها وتعليمهم استخدام البرامج المفيدة التي تنفعهم في مستقبلهم ومستقبل وطنهم الذي يحتاج إلى شباب طموح وليس إلى مجرد مدمنين على العاب البوبجي وغيرها. 

قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا.. رسالتنا الثانية ستكون إلى من يهمه الأمر بأن يعملوا على دراسة هذه المشكلة قبل أن تتحول إلى ظاهرة يصعب معالجتها وان تتضافر جهود كافة الأجهزة الحكومية بدء من الإعلام الذي تقع عليه مسئولية كبيرة في التوعية وإنتاج البرامج والمواد الإعلامية التوعوية للأسر والمجتمع بخطورة هذه الأمور وكيفية معالجتها كما أن على الخطباء والمرشدين أن يقوموا بدورهم في توعية الناس وعلى وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والتعليم الفني إدماج برامج التوعية في المناهج الدراسية والجامعية وعلى وزارة الاتصالات أن تتخذ الإجراءات اللازمة للحد من تدفق هذه الألعاب والمواقع بقدر الإمكان وهذا بالتأكيد يجب أن يكون وفق رؤية وخطة عمل متكاملة عبر لجنة حكومية عليا ويتم تنفيذها بدقة متناهية وإشراك كافة الجهات المعنية فيها كل بحسب اختصاصها فالوضع خطير ويجب عدم السكوت عليه  .

قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا.. نتمنى في ختام حلقتنا العشرون أن تتنبه الدولة والحكومة لخطورة هذه الأمور على مستقبل أجيالنا ووطننا الغالي وان لاتضع اذن من طين واذن من عجين لأننا ام خطر سيداهم الجميع وحتى لا نضع اجيالنا ومستقبل بلدنا تحت رحمة العاب البوبجي .. فهل وصلت رسالتنا ام لا ؟؟..  انا بلغنا اللهم فاشهد.. ورمضان كريم..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مشاركة مميزة للشركة اليمنية لصناعة الطلاء ومشتقاته المحدودة في معرض عدن للاعمار والبناء

رياض ومدارس جيل النصر النموذجية بالحديدة تحتفل بالذكرى السنوية للشhيد للعام

مطاعم الوادي تخفيضات كبرى وعروض مميزة