فلاشات رمضانية (19)
حسن الوريث
.. امطار وحفر ومطبات ووزارة غائبة ومشاريع وهمية وظواهر صوتية ..
كنا نتناقش انا وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة حول موضوع اليوم الذي سنتناوله وكل منهم يطرح فكرة بانتظار وصول صديقتنا العصفورة التي وصلت متأخرة بسبب الأمطار التي هطلت اليوم بشكل متواصل ولله الحمد والشكر وكما يقال في المثل العربي القديم " قطعت جهيزة قول كل خطيب " فقد جاءت صديقتنا بالقول الفصل وقالت إن موضوعنا لليوم سيكون عن ما شاهدته واشاهده باستمرار خلال مواسم الأمطار وما يعانيه الناس في الطرقات والشوارع بسبب الحفر المنتشرة في طول وعرض البلاد حيث لايكاد يخلو أي شارع أو حي أو حارة أو طريق من هذه الحفر التي صارت سمة ملازمة لشوارعنا ونقل معاناة الناس إلى جهات الاختصاص العليا لان الجهات السفلى مستمرة في استغفال الناس والتلذذ بمعاناتهم.
قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا .. الحفر والمطبات تسبب إشكاليات كبيرة في كل وقت لكنها تزداد مع مواسم الأمطار التي تزيد الطين بله وتجعل الحركة من الصعوبة بمكان بحيث أن شوارعنا تتحول إلى بحيرات وتجمع لمياه الأمطار وتختلط بمياه المجاري في أماكن كثيرة مع القمامة والأوساخ والأتربة وتشكل لوحة سيئة تمثل وجه الحكومة والدولة وبالأخص وزارة الأشغال العامة والطرق التي أطلقنا عليها في يوم من الايام وزارة الحفر والمطبات العامة ومازالت التسمية سارية المفعول إلى أن تقوم بدورها وواجبها بالشكل الصحيح وتنتهي هذه الحفر والمطبات من شوارعنا وطرقنا.
قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا .. كنا تفاءلنا خيرا خلال موسم الأمطار الماضي بعد أن سمعنا أن مسئولي وزارة الاشغال عقدوا عدة اجتماعات لمناقشة ما الذي يجب أن تفعله الوزارة لمعالجة أوضاع الطرقات والشوارع وإنقاذ الناس من كوارث السيول ومعاناتهم جراء ذلك لكن سرعان ماعادت الوزارة ومسئوليها للنوم مرة اخرى واتضح أن الأمر لم بتجاوز كونه ظاهرة صوتية واجتماعات تلفزيونية وإعلامية لخداع الناس وتخديرهم لأن الوضع لم يتغير فعملية الردم للحفر والمطبات كانت تنتهي اثارها سريعا وتعود حليمة لعادتها القديمة في تعذيب الناس وزيادة معاناتهم والمستفيد من كل ذلك المقاول الذي يستلم ثمن مشاريع الردم الوهمية ومن كذب جرب وعليه زيارة الشوارع والاتفاق ليعرف أن الوضع يتدهور وان الحفر تتوسع وان مياه الأمطار مع المجاري والاوساخ والقمامة تملأ الشوارع وتعيق حركة الناس وسياراتهم وتتسبب في اعطالها واعطابها .
قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا.. متى سنرى شوارعنا نظيفة وبدون حفر ومطبات؟ ومتى سنرى مسئولينا يصدقون في أقوالهم وتصريحاتهم وينفذون مشاريع حقيقية وليس وهم وخداع للمواطن المسكين ؟. ومتى سنرى ايضا تنفيذ المشاريع وفقا للمواصفات الفنية المطلوبة وليس مجرد مشاريع تنتهي بسرعة رغم أنها تكلف ملايين الدولارات ؟ ولماذا لم تقم وزارة الاشغال العامة والطرق بوضع معالجات وتنفيذ مشاريع الردم والسفلتة قبل موسم الأمطار حتى لا تحدث هذه الكوارث والبلاوي وقت هطول الأمطار؟ ولماذا يرضى نواب رئيس الوزراء على أنفسهم أن يكونوا شهود زور ويصحكوا على الناس ويخدعوهم بمشاريع ردم للحفر وليس مشاريع استراتيجية تنهي المشكلة من جذورها وليس تأجيلها وترحيلها.؟. ومتى سنرى وزارة الاشغال العامة والطرق تتحول من وزارة الحفر والمطبات العامة إلى وزارة حقيقية كما هو اسمها ؟.
قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة وانا.. نتمنى في ختام حلقتنا التاسعة عشر ان تصل رسالتنا إلى من يهمه الأمر وان نرى مشاريع حقيقية لإنهاء معاناة المواطن المغلوب على أمره بدلا من استغفاله وترحيل مشاكله عاما بعد عام وموسم بعد موسم .. ونحن لانريد ان نقول على الدنيا السلام بل نريد أن نتفاءل بأن هناك من يتابع ويهتم بأمور الناس ويعمل على معالجتها وحلها .. ورمضان كريم..
تعليقات
إرسال تعليق