فلاشات رمضانية(4)

 

حسن الوريث 

.. فئة مظلومة .. 

جاء الأبناء والأصدقاء الصغار أمة الله وعلي وفاطمة ليخبروني انا وصديقنا الصغير عبد الله ان العصفورة وصلت لكنهم قالوا أنها يبدو عليها الحزن ولم تقدر حتى على النقر على الزجاج كعادتها عندما تصل إلينا في البيت ..وعندما ذهبنا إليها وجدناها فعلا حزينة وتقف خلف الزجاج فقام علي كما يفعل دوما بإحضار الماء والحبوب لصديقتنا العصفورة لكنها لم تأكل أو تشرب .

حين سألتها عن سبب حزنها ؟.. قالت أنها اليوم فعلا حزينة جدا لأنها بينما كانت في جولتها اليومية رأت احد الأشخاص وهو لا يكاد يستطيع الوقوف والدموع تنهمر من عينيه ويحدث نفسه وقالت .. عندما نزلت قليلا إليه لاتابع سبب حالته هذه وانتظرت بعض الوقت إلى أن جاء أحد الأشخاص ودار بينهما حوار جعلني اشعر بحزن عميق بعد أن عرفت قصته التي تتلخص في أنه أحد الموظفين المتقاعدين وبعد أن افنى عمره في الوظيفة العامة وجد نفسه على الرصيف لا مرتب ولا هو قادر على العمل كي يعيل نفسه وزوجته ولم يعد له سوى ان يسأل الناس يعطوه ما يسد به رمقه هو وزوجته ويسدد إيجار السكن البسيط الذي يعيش فيه ومهدد بالطرد منه اذا لم يدفع الإيجار .. وقد حاول ذلك الشخص ان يخفف عنه بعض الشيء ويقول له ان هذا هو حال معظم الموظفين الذين تقاعدوا ووجدوا انفسهم في الشارع لا أحد يهتم بهم حتى هيئة التقاعد التي تسمى الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات عاجزة عن إيجاد حلول لهم رغم أنها تمتلك عقارات واستثمارات باسم المتقاعدين وهي من يستلم قسط التقاعد لكنها غابت عنهم ولا احد يدري ما الذي تفعله .. فلاهي استمرت في صرف رواتبهم ولا هي قامت بواجبها تجاههم باعتبارهم مساهمين بأقساط المعاشات التي كانت تخصم من مرتباتهم شهريا ولا هي أغلقت ابوابها حتى يقتنع المتقاعدين أنها فعلا مفلسة أما ان تبقى هكذا مفتوحة لصرف مرتبات موظفيها فقط هذا نوع من الظلم على هذه الفئة .

قلت لصديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله وأخوته أمة الله وعلي وفاطمة  فعلا هذا ظلم كبير ويجب على الحكومة ان تنظر إلى هؤلاء المتقاعدين بعين العدالة وتدرجهم ضمن خططها ومشاريعها وان تعمل على إصلاح نظام الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات وتعيد النظر فيها حتى لاتبقى هي والزمن عليهم وان تستفيد من تجارب بلدان أخرى نجحت في استيعاب هذه الفئة واستفادت من خبرتها لكنها في بلادنا مازالت فئة مظلومة جدا .. 

انا وأصدقائي الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة وصديقتنا العصفورة .. نتمنى ان تكون رسالتنا وصلت إلى من يهمه الأمر وان يعملوا على معالجة أوضاع المتقاعدين اما بقاء الوضع كما هو عليه فهو الظلم بذاته وعينه؟.. وقد اصر الأبناء والأصدقاء الصغار على أن نذهب إلى المتقاعد الذي نقلت لنا العصفورة حكايته لمساعدته لكننا لم نجده في ذلك المكان واتفقنا ان نبحث عنه بمساعدة صديقتنا العصفورة رغم ان هذه المساعدة لن تكون هي البديل عن المعالجة الجذرية لاصل المشكلة يا هيئة التقاعد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مشاركة مميزة للشركة اليمنية لصناعة الطلاء ومشتقاته المحدودة في معرض عدن للاعمار والبناء

رياض ومدارس جيل النصر النموذجية بالحديدة تحتفل بالذكرى السنوية للشhيد للعام

مطاعم الوادي تخفيضات كبرى وعروض مميزة